صعوبات تواجه الأسرة مع طفل التوحد
إن دور الأم هو أهم دور في الأسرة فهي صاحبة المسؤولية وهي نبع الحنان و هي العلاج بحد ذاته خصوصا لأسرة عندها طفل مصاب بالتوحد
إن لكل مرحلة عمرية مشاكلها.
فمتطلبات مراحل النمو المختلفة للطفل ، وما تصاحبه من مشاكل ، والكشف عن العوامل الاجتماعية ، والاقتصادية التي تؤدي إلى تماسك الأسرة ، والاستراتيجيات التي تتبعها الأسرة حتى تعيد التوازن إلى النظام الأسري ، وأخيراً التعرف على أثر المتغيرات الديموجرافية من سن الأبوان ، ومستوى التعليم ، طبيعة عمل الأم ، عدد أفراد الأسرة ، وعدد الأطفال التوحّيدين في الأسرة . وطبقت الدراسة في مدينة جدة ، وكان عدد مفردات مجتمع العينة 20 أسرة لديها طفل على الأقل يعاني من طيف التوحّد ، ويقطن في منزل الأسرة ، أي لم يتم إيداعه في مؤسسة إيوائية داخلية. واستخدمت الباحثة العينة العمدية لاختيار حالات الدراسة ، وتحديد حجمها ، لتفادي عيوب دراسة الحالة من ناحية النوع والعمر والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية المختلفة ، فضلاً من أن كون خصائص هذه الحالات مختلفة ومتنوعة ، من حيث : الخلفية الثقافية ، والتعليم ، والمهنة ، والدخل ، تتطابق إلى حد كبير مع خصائص مجتمع جدة حتى يتسنى وضع تعميما لنتائج الدراسة. واستخدمت الباحثة المنهج الاثنوجرافي ، وذلك من خلال أدواته مثل المقابلة المتعمقة ، الملاحظة ، دراسة الحالة . واستعانت الباحثة بدليل دراسة الحالة ، وذلك بهدف الحصول على تفاصيل أكثر عن موضوع الدراسة. وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: يؤدي وجود طفل مصاب باضطراب التوحد إلى حدوث أزمة داخل الأسرة ، وتتعدد سمات هذه الأزمة وتختلف حدتها ومداها باختلاف الخصائص والمستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية للأسرة ، فهنالك متغيرات وسيطة تخفف من إحساس الأسرة بهذه الضغوط منها : ارتفاع دخل الأسرة ، حصول الأم على شهادات علمية عليا ، خاصة في المجال الطبي ، التوافق الزواجي ، المرونة والتماسك الأسري ، الإعاقة البسيطة عند الطفل التوحّدي ، وقابليته للتعلم. ورعاية الطفل المصاب بطيف التوحد تجعل الأسرة تواجه مشاكل يومية متجددة ، مما يؤثر على جودة الحياة لجميع أفرادها ، وكان من أهم المناطق المسببة للضغوط الوالدية شدة اعتمادية الطفل على الأم، الإعاقات التواصلية ، غموض المستقبل ، نوبات الغضب المدمرة ، مما يتسبب في وجود مشاكل بين الزوجين منها: الاكتئاب ، العزلة الاجتماعية ، الخلافات الزوجية التي قد تصل إلى الهجر أو الطلاق. كما أن ارتفاع التكلفة الاقتصادية لرعاية الطفل التوحّدي ، من أجور العلاج الطبي ، والوظيفي ، وزيادة نفقات التعليم ، والتأهيل يزيد من حدة هذه الضغوط ، وفي ظل الاهتمام المجتمعي بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، قدمت الشئون الاجتماعية الإعانات السنوية بما فيها تسديد رسوم المعاهد الأهلية بما خفف عن الأسر الكثير من الضغوط.
ودور الأب مهم فهو المعطاء الذي يعالج ويقوم بمستلزمات الحياة فعليه ألا ينسلخ عن مسؤوليته حتى لايضيع الأبناء ،لأنه يسأله الله يوم القيامة عن رعيته .
إذا العلاج لابد أن يكون مستمرا مع متخصص يقوم بثقل مهارات و تعديل سلوكيات الطالب مفادها تنمية العقل أيضا .
إن هناك دراسة تقوم على منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة العشوائية من أسر أطفال ذوي اضطراب التوحد بمحافظة جدة والتي بلغت (108) مستجيب، واستخدمت الاستبانة كأداة رئيسية لجمع البيانات الخاصة بالدراسة. وخلصت نتائج الدراسة إلى أن غالبية أفراد العينة يوافقون على فقرات محور أساليب اكتشاف الأسرة للطفل المصاب باضطراب التوحد، بمتوسط حسابي بلغ (2.71) وانحراف معياري (0.44)، وأن أبرز أساليب اكتشاف الأسرة للطفل المصاب باضطراب التوحد هي من خلال عدم استجابة الطفل لهم، وأن الطفل يجد بالغة في الاختلاط والتواصل مع الآخرين، كما أن غالبية أفراد العينة من الأسر السعودية يوافقون ولديهم اتجاهات إيجابية نحو تقبل وجود طفل من ذوي اضطراب التوحد، بمتوسط حسابي (2.51) وانحراف معياري (0.60)، ويتمثل ذلك في شعورهم بالقلق عندما يقصرون مع طفلهم، ويشعرون بالقلق والخوف على حياة ومستقبل طفلهم، كما انهم يشعرون بأنه اختبار من الله ولابد من تقبله. كذلك أفراد العينة يوافقون على وجود مشكلات تواجه أسر الأطفال المصابين باضطراب التوحد، وذلك بمتوسط بلغ (2.38) وانحراف معياري (0.75) وأن أكثر المشكلات التي تواجههم هي: عدم وجود الدعم الكافي من المجتمع للتكيف مع وضع طفلهم التوحدي. وقد أوصت الدراسة بضرورة زيادة وعي المجتمع بالتوحد وحجم المعاناة التي تقع على عاتق الآباء وذلك من خلال عمل ندوات علمية ومحاضرات ثقافية وورش عمل للتوعية بهذا الاضطراب وطرق التعامل معه.
إن أسرة الطفل المصاب بالتوحد تتعرض لضغوط وأزمات نفسية كثيرة جدا تبدأ منذ إعلامهم بان الطفل مصاب بالتوحد، حيث تحدث الصدمة، ومشاعر الإنكار والرفض، وقد يمتد الأمر إلى الشعور بالذنب والاكتئاب ولوم الذات، واختلال عام في الصحة النفسية وإسقاط المشاعر على الآخرين من أخصائيين وأطباء وأقارب، وقد يشمل الأمر مدى قدرة الفرد على القيام بالسلوك المقبول اجتماعيا، والاستجابات السريعة وسرعة الاستثارة والغضب والعصبية 45
-2- التأثير الاقتصادي لطفل التوحد على الام والأسرة
إن طبيعة المشكلات السلوكية والتربوية التي تصاحب طفل التوحد تتطلب من الأسرة توفير العديد المواد والوسائل الإضافية الخاصة بالطفل التي قد تتطلب تكاليف مادية عالية، بالإضافة إلى أن حاجة الطفل إلى العناية الخاصة والمستمرة يجعل بعض الأسر تلجأ إلى إحضار مربية الطفل التوحد في بعض المجتمعات، كما أن الزيارات المتكررة للأطباء والأخصائيين، ووجود الطفل في مركز متخصص بالتوحد يتطلب تكلفة مادية عالية وغير متوقعة و دائمة 46
وهذه الأعباء غالبا تكون دائمة، وتستمر طوال حياة الطفل، حيث أن طفل التوحد يحتاج إلى متطلبات أكثر بكثير من غيره من الأطفال في الأسرة، فهم بحاجة إلى رعاية وحضانة وتدريب فضلا عن أن قضاء الام معظم وقتها مع الطفل، يساهم بشكل كبير في انقطاع الام عن العمل. 47
-3- التأثير الاجتماعي لطفل التوحد على الام والأسرة
تقدم الأسرة الاهتمام للطفل بشكل أكبر يسبب المتطلبات الإضافية لرعاية طفل التوحد بشكل عام مثل توفير وقت أكبر للطفل على حساب أفراد الأسرة، وأيضا ملاحظته ومتابعة السلوكيات التي يقوم بها، والخوف من عدم إدراكه للخطر، ذلك يجعل الأسرة تتجه احيانا إلى
الحماية الزائدة للطفل 48
ب احتياجات أسر الأطفال التوحديين
ويمكن اجمال هذه الاحتياجات في مجموعة من الاحتياجات المعرفية والتربوية والنفسية التي تحتاج اليها أسر الأطفال التوحديين والتي تستطيع اشباعها لأطفالها ، مما يؤثر على الاسرة ويزيد من توترها والشعور بالضغط عليها، وتحتاج إلى من يساعدها في اشباع هذه الاحتياجات وعندما يتعرض والدي الطفل ذي التوحد الصدمة تشخيص حالة ابنهم بالإعاقة فانهم يتعرضون لردود فعل سيئة، قد تشمل ردود فعل جسمية، وعقلية، وانفعالية، واجتماعية والتعرض لمشاكل مادية، وخلافه، هذا يعرضهم لعدم الاتزان وعدم التوافق النفسي والاجتماعي، مما يتعين عليهم بذل مزيد من الجهد ليل نهار ط لمواجهة هذه الضغوط من خلال بعض الممارسات المعرفية، أو الانفعالية، أو الاجتماعية، أو العامة أو المختلطة، وحين يصعب على الفرد مواجهة متطلبات الموقف الذي يؤثر فيه تنشأ الحاجة التي تستلزم توافر مساعدات خارجية تعين الفرد على مواجهة أزمته واستعادة توازنه من جديد، ولما كانت شدة الحاجة تختلف باختلاف طبيعة مصدر الأزمة وحدتها، ولما كان مصدر الأزمة هنا إعاقة الابن فلذة الكبد.
وبما أن التوحد يعتبر من أشد الإعاقات، فمن المتوقع أن تكون حاجات أمهات الأطفال ذوي اضطراب التوحد للمساعدات الخارجية والدعم الفاعل من أشد الحاجات والزامها، ومن ثم فإن معرفة احتياجات أمهات الأطفال ذوي اضطراب التوحد يعتبر الأساس لتقديم الخدمات المناسبة والدعم البناء الذي يعينهم على تحقيق التكيف والتوازن المنشود. 49
إن احتياجات أسر الأطفال التوحديين كالتالي:
احتياجات معرفية وتتمثل في نقص المعلومات الخاصة بطبيعة الإعاقة، وأسبابها وكيفية التعامل مع الطفل، في ظل غياب المراكز المتخصصة والمواقع الإلكترونية المعتمدة في تقديم الدعم الإرشاد الأسري.
احتياجات مرتبطة برعاية الطفل ذي اضطراب التوحد فالأسرة تحتاج إلى متخصص معلم له خبرة في اضطراب التوحد، وأيضا طبيب أطفال لعالج بعض الأمراض المزمنة المصاحبة لاضطراب التوحد، وأيضا خبير في التغذية لمتابعة الطفل، كما أن بعض الأدوية قد تؤثر على عقل الطفل و فرط حركته وأيضا بعضهم يجد تشتتا في فهم الأمور وإدراكها وكثرة نوم ، لذا لابد من جلسات تثقيفية وتطوير مهارات الطفل بعلاج مستمر على المدى الطويل .
نسأل الله شفاء لجميع الأطفال وأن يعين ولي الأمر وخصوصا الأمر ويجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
للاستفسار
التواصل واتس
د.كريم سعد الدين الشوربجي
المدينة المنورة
0549172952
متخصص في صعوبات التعلم ومدرب معلمين .
تعليقات
إرسال تعليق